انتقد الكاتب الصحفى الكبير حسن المستكاوى الهجوم الإعلامى على البرتغالى مانويل جوزيه الذى وصل إلى حد السباب والإهانة بعد خروج الفريق من دورى أبطال إفريقيا بعد التعادل مع الترجى فى المباراة التى جمعت الفريقين مساء الجمعة رافضا تحويل مهنة النقد الرياضى أى خسارة إلى كارثة وفضيحة متسائلا إن كان يمكن اعتبار أندريه فيلاش مدرب تشيلسى الجديد فاشلا ومورينهو غريبا على كرة القدم ويصلح لأن يكون مهندسا زراعيا لأن كل منهما خسر مباراة !
وقال المستكاوى فى مقاله بالشروق بعنوان " متى نحاسب.. جوزيه؟ " :
ــ خسر تشيلسى أمام مانشستر يونايتد، وخسر ريال مدريد أمام ليفانتى.. هل اعتبر مدرب تشيلسى الجديد البرتغالى اندريه فيلاش فاشلا لا يصلح للتدريب ولا يفهم فى كرة القدم؟.. الخسارة كانت الأولى للبرتغالى فيلاش فى 38 مباراة على التوالى، ومنذ خسارة فريقه السابق أكاديميكا كوامبرا أمام بنفيكا 2/3 فى 18 أبريل من العام الماضى.. كذلك هل أعتبر مورينيو مدرب ريال مدريد غريبا على كرة القدم ويصلح لأن يكون مهندسا زراعيا لأنه خسر مباراة؟!
ــ المدربان مورينيو وفيلاش تعرضا للنقد، وقام العديد من الصحفيين والخبراء فى إنجلترا وإسبانيا بتحليل أداء تشيلسى وريال مدريد والأخطاء التى وقع كل من المدربين، ولم يقل أحدهما أن الإعلام يهاجمه بلا سبب، ويتربص له، وفى الوقت نفسه لم يشمل النقد سبا أو هبابا.
ــ كان تعادل الأهلى مع الوداد المغربى فى المباراة الأولى بالقاهرة أسوأ بكثير من تعادل الأهلى مع الترجى فى المباراة لأخيرة.. كان أداء الفريق أمام الوداد هزليا وهزيلا، ودفاعه كوميديا، وحارس مرماه مثيرا للضحك فالدفاع والحارس يقفزون إلى أسفل، والفريق كله يلاحق الكرة ولا يراها، ولا يعرف كيف يسيطر عليها.. كان ذلك فى المباراة الأولى. بينما لعب الأهلى وسيطر وهاجم وصنع الفرص أهدر.. ولا يعنى ذلك أن جوزيه لم يعد يفهم فى اللعبة ولا يصلح لأن يكون مدربا، وهو الذى كان قبل أسابيع عبقريا.
ــ النقد مهم وضرورى وهو واجب مهنى، وقد انتقدنا جوزيه وتشكيله وكنا نرى أنه من الأفضل أن يلعب بحسام غالى لأنه قادر على المساهمة فى بناء الهجمات مع أبوتريكة.. الدفاع الذى يصاب بخضة كلما مرت أمامه كرة عرضية.. لكن ماذا لو كان حسام غالى لعب ولو كان شوقى سجل هدفا وخرج الأهلى أيضا من البطولة بافتراض أنه يحتاج إلى الفوز بهدفين نظيفين؟!
ــ هذا سؤال سخيف.. هاقد لعب حسام غالى، وها قد أحرز شوقى الهدف الثانى وفاز الأهلى لكنه خرج.. فأين سيكون اتجاه النقد؟
ــ سيكون فى اللعب بحسام غالى، وعدم اللعب بلاعبى ارتكاز مدافعين فى مباراة حاسمة ومصيرية، وسيكون فى عدم إحراز متعب للهدف الثالث المهم أن يكون هناك خطأ عند الفريق وفى المدرب.. ألسنا نقادا، والنقاد ينقدون؟!
ــ لا أدافع عن مانويل جوزيه، ولكنى أدافع عن المهنة، التى أصبحت تحول كل خسارة إلى فضيحة وكارثة، ومصيبة، فماذا تقولون إذن فى خسارة الحروب..؟!
ــ لا شك أن النقد يسمح به مادام فى الحدود الفنية، لكن التجاوز فى حق مدرب، وإطلاق صفات جارحة عليه أمر لا علاقة له بالنقد، كما أن كل فريق وكل مدرب هو حصيلة مباريات وبطولات، ولا يوجد فريق واحد فى الكوكب يحرز البطولات التى يشارك بها أو يفوز بجميع مبارياته.. عندما يخسر جوزيه الدورى والكأس وعندما يخرج بخفى حنين فى عدة مواسم فإنه سيكون قد فشل.. وهنا يبدأ حسابه.. ويبقى أنه بين النقد وبين السباب جدار يساوى جدران برلين.. المسافة بينهما واضحة فى العالم الآخر لكنها فى عالمنا خيط رفيع؟