أهلاوي على فكرة .. كلمة ارتبطت في أذهان الجميع أنها المفتاح الذي يتيح لصاحبه نقد الأهلي وكل من يخصه وينتمي إليه بحرية تامة ويحميه من أي هجوم عليه أو انتقاد قاسي له يعجز عن الرد عليه، ولكن السؤال هو هل المنتمي للأهلي بحق يحتاج أن يعلن انتمائه في الأساس أم أن يترك ما يقول ليعبر عنه ويترك أفعاله لتدل على انتمائه؟ هل يحتاج مشجعو النادي الكبير لتقديم أنفسهم أم أن طبيعتهم وأفكارهم كافية للدلالة على انتمائهم؟
المشجع الأهلاوي يا سادة لا يحتاج لتحديد انتمائه فطبيعة المشجع الأهلاوي حتى لو كانت علاقتنا به من خلال بضعة كلمات يكتبها على منتدى أو على أي موقع من مواقع التواصل الإجتماعي كافية لتحديده، فمحبو نادي القرن لهم طبيعة خاصة عن أي جمهور آخر فلدى ناديهم من التاريخ والانتصارات والبطولات ما يجعلهم يعلموا ويقتنعوا تماماً بحجم اختلافهم واختلاف ناديهم مما ينعكس على اختلاف آرائهم وأفكارهم عن أي جمهور آخر.
وبالتالي فعلينا أن نقتنع تماماً أن ما أحب أن أطلق عليهم جماعة "أنا أهلاوي على فكرة" يعلمون تماماً حتى ولو لم يعترفوا بذلك أن ما سيقولونه بعد جملتهم المحفوظة يتنافى تماماً مع طبيعة المشجع الأهلاوي وبالتالي يضطروا إلى حماية أنفسهم من الهجوم بهذه الجملة، ومخطيء من يظن أن " الأهلاوي على فكرة " هو فقط شخص منتمي لنادي آخر يدعي انتماءه للأهلي ليهاجمه ولكن هذا النوع من الجماهير له 3 أنواع أقلها خطورة هم المنتمين لأندية أخرى ويدعوا كذباً انتماءهم للاهلي.
النوع الأول: وهو المتعارف عليه وكما سبق وذكرت فهو أقلهم خطورة بل يكاد يكون منعدم التأثير تماماً فهو مجرد شخص أعياه العجز عن مجاراة مشجعي الأهلي فيريد أن يقول ما يريد تحت عباءة الانتماء للأهلي ليهاجم من يشاء كيفما يشاء، وهذا النوع لا يجب أن نتعب أنفسنا للكلام عنه كثيراً فهو سريعاً ما يكشف نفسه بنفسه، وينحصر تواجده على المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي وهو أحد أهم الأسباب التي أكدت على أساسها ضآلة تأثير ما يقول.
النوع الثاني: ويأتي في درجة الخطورة بعد النوع الأول. حيث سنبدأ من هنا الخروج من العباءة الضيقة لشبكة الإنترنت للخروج إلى العباءة الواسعة لعالم الواقع، فالأهلاوي على فكرة من النوع الثاني هو شخص يهوى كرة القدم ويحب متابعتها ويجد نفسه مضطراً إلى تحديد انتماء معين وسواء بسبب انتصارات الأهلي أو بسبب أنه الاكثر شهرة أو لأنه لم يجد غيره أفضل منه ليشجعه فيعتاد القول عند سؤاله وقبل أي كلام أنه أهلاوي على فكرة رغم علمه في قرارة نفسه أنه ليس كذلك، وصاحبنا هذا في الحقيقة ليس منتمياً للأهلي ولا يحبه ولكنه قد قرر أن يصف نفسه بأنه مشجع أهلاوي لأن المشجع الكروي يجب أن يكون له انتماء، وخطورة هذا النوع لا تتعدى خطورة يستغلها الإعلام في ادعاء قناعات يصفها كذباً بأنها قناعات الجمهور الأهلاوي، فالإعلام يستغل كلام هذه الفئة العجيب والمتناقض الذي لا يتفق نهائياً مع كلام جمهور الأهلي في نفس الموقف وتعليقاً على نفس الحدث - ورغم قلة عددهم - في الادعاء بأن هذا هو رأي أغلب جمهور الأهلي ولو أن جمهور الأهلي منهم براء، فلا تعجب أخي العزيز إذا وجدت مقالاً مثلاً يقول أن جمهور الأهلي مقتنع أن الأهلي يفوز بأخطاء التحكيم وكل همه أن يقوم " بالتكويش " على كل اللاعبين المميزين ليحتكر البطولات بناء على كلام أمثال هؤلاء في وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة.
النوع الثالث: وهو الأشد خطورة بين كل ما سبق فهو ليس كالنوع السابق يعلم أن الانتماء للأهلي مجرد واجهة اتخذها له لا أكثر ولا أقل فلا يمانع عند الضغط عليه وعند عجزه عن الرد في أي موقف من الاعتراف بذلك أو أن يصف تشجيعه للأهلي بالإعجاب فقط لا أكثر ويعيد توصيف نفسه بأنه من " محبي اللعبة الحلوة " أو أنه يحب الأهلي ويعشق نادي كذا ويذوب عشقاً في آداء لاعبي نادي كذا، فمن نتحدث عنه هنا هو شخص يقتنع تماماً داخله بأنه شديد الانتماء للأهلي وأن من يخالف كلامه هو شخص كلامه نابع عن عاطفة لا أكثر، فهو الوحيد العقلاني وهو الوحيد الذي يعرف مصلحة الأهلي أكثر حتى من رئيسه، وتتجلى خطورة هذا النوع عند أي إخفاق فوقتها تجده على غير طبيعة جمهور الأهلي الذي اعتاد أن يترك كل أمر لأهله واعتاد الوثوق في إدارته التي عودته على الانتصارات واعتاد منها مراجعاتها التي على أي نادي يرغب في النجاح أن يتخذها ميثاقاً ومنهجاً، هذا النوع طبيعته تتنافى تماماً في كل شيء مع طبيعة المشجع الأهلاوي ومع ذلك يصر إصراراً رهيباً على أنه أشد المنتمين للأهلي وعادة ما تجده يصف نفسه بعبارات مثل " أنا بحب الأهلي أكتر من أي حد " أو " أنا مفيش حد أهلاوي زيي " رغم أن كل الظواهر والتاريخ نفسه يؤكد على أن الفارق الأساسي بين ما حققه الأهلي وما حققه غيره هو تنافي طبيعة هذا المشجع مع طبيعة المشجع الأهلاوي وربما لو أن هذه النوعية هي فعلاً نوعية المشجع الذي لا يعشق الأهلي أحد مثله لما وجدنا الأهلي حالياً وصل لما وصل له من أمجاد وبطولات.
وخلاصة القول وما أحب أن أؤكده هنا وأعيد وأكرر عليه أن المشجع الأهلاوي لم يكن يوماً هو أحد هؤلاء، المشجع الأهلاوي هو شخص يتمتع بكبرياء غير عادي، عشق في هذا النادي الكبير تاريخه وأخلاقه وقيمه قبل أي شيء، ساعده بشكل مباشر أو غير مباشر في الوصول لما وصل إليه، ولم يكن يوماً مذبذباً لا يعلم ما يريد ولا محتاجاً لكلام ليوصف به نفسه، فدائماً ما كانت أفعاله تكفي ولا يحتاج كثيراً للكلام، لم يكن يوماً من دعاة الهدم ولا أراد لنفسه دوراً مختلفاً يدير به ناديه بدلاً مِن مَن أوكل لهم هذا الأمر ووثق فيهم، لم يكن يوماً إلا عاشقاً لكل مخلص وفي وخادم لهذا الصرح الكبير، إلا واهباً بجهده وعرقه نادياً من أكبر الأندية وأعظمها على الإطلاق.
فكما أقولها دائماً كما أن مصر هبة المصريين فالأهلي هبة الأهلاوية، فدعوة لكل أهلاوي للقول " فعلاً لا كلاماً "
أنا مش أهلاوي على فكرة .. أنا أهلاوي.